الفن بين " الأطلال" و "بوس الواو"الفن هو رسالة راقيه عبر القرون والأزمنة, و هو موهبة من الله تعالى للتعبير المبدع عن المشاعر والأفكار, ولكن هل ما نراه اليوم في محيط هذة الموهبة ويسمى فناً حقيقيا ؟! , للأسف الفن وخاصة الفن الغنائي أصبح سلعة رخيصة في وقتنا الحاضر ,فهل يعقل أن تثبت احصائية لدراسة انتشار المغنيين أنه أصبح لكل مواطن عربي مغن خاص !!, وكذلك وجود انتشار مهول للمستشعرين بكلمات هابطه بلا معنى فهل هناك مقارنة بين كاتب " الأطلال " وبين من كتب " الواو أح بح "؟!....
منذ فترة قليلة أصدرت نقابة الفنانين في سوريا قرار بمنع مجموعة من الفنانات من دخول أراضيها , كما وعدت بإصدار قائمة تشمل أكثر من 100 فنان وفنانة ممن يقدمون الفن الهابط سيدرجون ضمن قائمة المنع ,وعن أسباب هذا القرار أكدت الكثير من الجهات في سوريا بأن القرار بعيد كل البعد عن السياسة واتجاهاتها , وأن السبب الرئيسي ليس إلا حماية المواطن من التلوث الأخلاقي والتحرر الذي يروج له هؤلاء الفنانون ,ويعتبر هذا القرار في نظر النقباء خطوة أولى في التخلص من التلوث الأخلاقي الذي ينشره هؤلاء الفئة ممن يدعون الموهبة , مع أني من أشد الراغبين في إيقاف هذا النوع من الفن الهابط فتلك الفنانات أوصلوا صورة الأنثى العربية الى الدرك الأسفل وشوهوا مفهوم الأنثى ككيان خاص وعرضوه كسلعه رخيص, مع ذلك أنا لا أؤيد القرار فإذا كان قرار نقيب الفنانين تنظيف الساحة الفنية فقد يستطيع بدعم أصحاب الفن الراقي ذو القيم والأخلاق لينافسوا تلك الفئة ويبعدوها عن الأنظار, فعلى مر الأزمنة لا يبقى إلا الفن الأصيل الراقي , وتختفي مع مرور الوقت كل هذة التشوهات ....
وفي الحديث عن ظاهرة انتشار الفن الهابط أو ما يطلق عليه بفن العري , فسببها الرئيسي هو انتشار الفضائيات المروجة لهذة النوع من الفن الرديء, ففي كل يوم نشاهد انطلاق فضائية جديدة مختصة في عالم الغناء والفيديوكليب , فكثرة الفضائيات تشجع هؤلاء الفنانين على التنافس من خلال هذا الفن الرديء وللأسف أصبح شبابنا العربي متابعا لهذا الفن بل ومشجعاً له أيضا , فتجد الكثير من الشباب يتابع هذة الفضائيات والكليبات وملم بها وبكل تفاصيلها الدقيقه , فلو سألت شاباً عربيا اليوم ما لون "قميص النوم" الذي غنت به هيفاء وهبي في فيديو كليبها الأخير لأجابك بسرعه البرق وتوقع أيضا أن يعطيك شرح مفصلاً لتصميم هذا القميص !!, في نظري أن انتشار الفضائيات هي السبب في اقتحام هذا الفن الرديء لعالمنا ومحيطاتنا , وكذلك كثرة الكتاب والمؤدين هي سبب يدعوا هذة الفئة من ضعاف النفوس لاستخدام المفاتن والكلمات المغرية الركيكة , فأين ذهب مجتمعنا من عصر عمالقة الفن فهل أم كلثوم وعبدالحليم وفيروز ملائكة لا وجود لأمثالهم في وقتنا الحاضر ؟!...
فهذة الظاهرة أصبحت تؤثر بشكل كبير على مجتمعنا العربي بل أصبحت تستعمر عقول المراهقين والشباب وتمنعهم من العطاء والتقدم في الحياة , فأصبح شبابنا العربي جالساً أمام شاشات التلفاز لساعات طويلة يبحث عن فضائح المطربات و أخر كليبات العري الفاحش, و أصبح بعيدا كل البعد عن الذوق والفن الراقي , فأين نحن من هذا كله ؟ هل ندع هذة الفن يسيطر على أذواق شبابنا ومجتمعنا ؟ أم نسعى لإيجاد حلول تساعد في طمس هؤلاء المؤدين والمشوهين لأصالة الفن ورقيه ؟ يجب علينا كمجتمع عربي الوقف أمام هذة الفضائيات ومراقبتها ومراقبة كل ما يعرض من كليبات خادشه للحياء ومنعها من البث نهائياً, وكذلك مراقبة الفنانون ومؤدون هذا الفن ومنعم من اصدار الكليبات المنحلة واصدارها ,ومراقبة الكتاب وتشجيعهم على كتابة كلمات راقيه ذات معنى جميل وهادف , والسعي قدماً في تشجيع المواهب المميزة لتقضي على الفن الهابط وتبرز بأسلوب جميل وراقي , وعمل مهرجانات وسهرات فنية خاصة لأصحاب المواهب وتقديم جوائز تشجعهم على التقدم والعطاء نحو هذة الفن الراقي وهذا المجال بعيد عن تشوهات الفن الهابط والعري, , وكذلك منع كثرة انتشار الفضائيات التى تعرض هذا النوع من الفن وتتاجر به بطريقة منحله و أسعار رخيصه , ولنحرص على تهذيب أذواق شبابنا عن طريق حملات توعيه و إعادة أمجاد الفن العربي الى سابقه, ولنحرص أيضا على زيادة الوعي الفني لديهم عن طريق مشاركتهم في إعادة التراث الفني القديم من خلال برامج تطرح التراث الغنائي العربي القديم , وبرامج أخرى تنمي الفن الراقي وتشجع أصحابه لا كبرامج اليوم التى تدعو الى العري والاستعراض بعيداً عن هوية الفن ....
فهل نحذو حذو النعامة في مواجهة هذة الظاهرة أم نسعى للتطبيق ما استطعنا من حلول للقضاء عليها ؟!
هذا الموضوع طرح قبل أسبوع ضمن التقييم الأسبوعي لأكاديمية عالم الرومانسية
أعجبني الموضوع كثير كونه ظاهرة منتشرة في وقتنا الحالي و أحببت طرحه بين ايدكم هنا
لنتناقش جميعا في ايجاد حلول لهذة الظاهرة التى أصبحت تطغى على شاشاتنا
فأتمنى من كل من لديه حلول ان يضعها بين يدينا هنا لنناقشها جميعا
__________________