الشكــــور الشكر فى اللغة هى الزيادة، يقال شكر فى الأرض إذا كثر النبات فيها، والشكور هو كثير الشكر،
الشكور الذى ينمو عنده القليل من أعمال العبد فيضاعف له الجزاء، وشكره لعبده هى مغفرته له، يجازى على يسير الطاعات بكثير الخيرات.
ومن دلائل قبول الشكر من العبد الزيادة فى النعمة، وقال تعالى: {لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابى لشديد}، والشكر من الله معناه أنه تعالى قادرا على إثابة المحسنين وهو لا يضيع أجر من أحسن عملا.
العـلــــي العلو هو ارتفاع المنزلة، والعلى من أسماء التنزيه، فلا تدرك ذاته ولا تتصور صفاته أو ادراك كماله، والفرق بين العلى.. والمتعالى أن العلى هو ليس فوقه شئ فى المرتبة أو الحكم، والمتعالى هو الذى جل عن إفك المفترين،
سبحانه هو الكامل على الإطلاق فكان أعلى من الكل.
وحظ العبد من الاسم هو ألا يتصور أن له علوا مطلقا، حيث أن أعلى درجات العلو هى للأنبياء، والملائكة، وعلى العبد أن يتذلل بين يدى الله تعالى فيرفع شأنه ويتعالى عن صغائر الأمور.
الكبيــــر الكبير هو العظيم،
تعالى هو الكبير فى كل شئ على الإطلاق وهو الذى مبر وعلا فى (ذاته) و (صفاته) و (افعاله) عن مشابهة مخلوقاته، وهو صاحب كمال الذات الذى يرجع الى شيئين:
الأول: دوامه أزلا وأبدا.
الثانى: أن وجوده يصدر عنه وجود كل موجود، وجاء اسم الكبير فى القرآن خمسة مرات. أربع منهم جاء مقترنا باسم (العلى).
والكبير من العباد هو التقى المرشد للخلق، الصالح ليكون قدوة للناس، يروى أن المسيح عليه السلام قال : من علم وعمل فذلك يدعى عظيما فى ملكوت السموات.
الحفيــــظ الحفيظ فى اللغة هى صون الشئ من الزوال،
تعالى حفيظ للأشياء بمعنى:
أولا: أنه يعلم جملها وتفصيلها علما لا يتبدل بالزوال.
ثانيا: هو حراسة ذات الشئ وجميع صفاته وكمالاته عن العدم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا أويت الى فراشك فأقرأ آية الكرسى، لا يزال عليك الله حارس).
وحظ العبد من الاسم أن يحافظ على جوارحه من المعاصى، وعلى قلبه من الخطرات وأن يتوسط الأمور كالكرم بين الاسراف والبخل.
المقـــيت القوت لغويا هو مايمسك الرمق من الرزق،
المقيت بمعنى هو خالق الأقوات وموصلها للأبدان وهى: الأطعمة والى القلوب وهى: المعرفة، وبذلك يتطابق مع اسم الرزاق ويزيد عنه أن المقيت بمعنى المسئول عن الشئ بالقدرة والعلم.
ويقال أن الله سبحانه وتعالى جعل أقوات عباده مختلفة فمنهم من جعل قوته الأطعمة والأشربة وهم: الآدميون والحيوانات، ومنهم من جعل قوته الطاعة والتسبيح وهم:الملائكة، ومنهم من جعل قوته المعانى والمعارف والعقل وهم الأرواح.
وحظ العبد من الاسم ألا تطلب حوائجك كلها إلا من الله تعالى لأن خزائن الأرزاق بيده، ويقول الله لموسى فى حديثه القدسى : يا موسى اسألنى فى كل شئ حتى شراك نعلك وملح طعامك
الحســـيب الحسيب فى اللغة هو المكافئ. والاكتفاء. والمحاسب. والشريف الذى له صفات الكمال،
الحسيب بمعنى الذى يحاسب عباده على أعمالهم، والذى منه كفاية العباده وعليه الاعتماد، وهو الشرف الذى له صفات الكمال والجلال والجمال.
ومن كان له الله حسيبا كفاه الله، ومن عرف أن الله تعالى يحاسبه فإن نفسه تحاسبه قبل أن يحاسب.
الجليــــــلالجليل هو الله، بمعنى الغنى والملك والتقدس والعلم والقدرة والعزة والنزاهة، إن صفات الحق أقسام صفات جلال: وهى العظمة والعزة والكبرياء والتقديس وكلها ترجع إلى الجليل
وصفات جمال
وهى اللطف والكرم والحنان والعفو والإحسان وكلها ترجع إلى الجميل، وصفات كمال: وهى الأوصاف التى لا تصل إليها العقول والأرواح مثل القدوس، وصفات ظاهرها جمال وباطنها جلال مثل المعطى.
وصفات ظاهرها جلال وباطنها جمال مثل الضار، والجليل من العباد هو من حسنت صفاته الباطن أما جمال الظاهر فأقل قدرا.
الكريــــم الكريم فى اللغة هو الشئ الحسن النفيس، وهو أيضا السخى النفاح، والفرق بين الكريم والسخى أن الكريم هو كثير الإحسان بدون طلب، والسخى هو المعطى عند السؤال،
سمى الكريم وليس السخى فهو الذى لا يحوجك الى سؤال.
ولا يبالى من أعطى، وقيل هو الذى يعطى ما يشاء لمن يشاء وكيف يشاء بغير سؤال، ويعفو عن السيئات ويخفى العيوب ويكافئ بالثواب الجزيل العمل القليل.
وكرم الله واسع حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنى لأعلم آخر أهل الجنة دخولا الجنة، وآخر أهل النار خروجا منها، رجلا يؤتى فيقال اعرضوا عليه صغار ذنوبه، فيقال عملت يوم كذا..كذا وكذا، وعملت يوم كذا..كذا وكذا فيقول نعم لا يستطيع أن ينكر ،وهو مشفق من كبار ذنوبه أن تعرض عليه ،فيقال له: فإن لك مكان كل سيئة حسنة، فيقول: رب قد عملت أشياء ما أراها هنا) وضحك الرسول صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه.
الرقـــــيب الرقيب فى اللغة هو المنتظر والراصد، والرقيب هو الله الحافظ الذى لا يغيب عنه شىء، ويقال للملك الذى يكتب أعمال العباد (رقيب)، وقال تعالى: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}.
الله الرقيب الذى يرى أحوال العباد ويعلم أقوالهم، ويحصى أعمالهم، يحيط بمكنونات سرائرهم، والحديث النبوى يقول (الاحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)، وحظ العبد من الاسم أن يراقب نفسه وحسه، وأن يجعل عمله خالص لربه بنية طاهرة.
المجـــــيب المجيب فى اللغة لها معنيان، الأول الإجابة، والثانى أعطاء السائل مطلوبه، وفى حق الله تعالى المجيب هو مقابلة دعاء الداعين بالاستجابة، وضرورة المضطرين بالكفاية، المنعم قبل النداء، ربما ضيق الحال على العباد ابتلاء رفعا لدرجاتهم بصبرهم وشكرهم فى السراء والضراء.
والرسول عليه الصلاة والسلام قال: (أدع الله وأنتم موقنون من الأجابة) وقد ورد أن اثنين سئلا الله حاجة وكان الله يحب أحدهما ويكره الآخر فأوحى الله لملائكته أن يقضى حاجة البغيض مسرعا حتى يكف عن الدعاء، لأن الله يبغض سماع صوته، وتوقف عن حاجة فلان لأنى أحب أن أسمع صوته.
الواســــع الواسع مشتق من السعة، تضاف مرة الى العلم اذا اتسع، وتضاف مرة أخرى الى الإحسان وبسط النعم، الواسع المطلق هو الله تبارك وتعالى اذا نظرنا الى علمه فلا ساحل لبحر معلوماته، واذا نظرنا الى إحسانه ونعمه فلا نهاية لمقدوراته، وفى القرآن الكريم اقترن اسم الواسع بصفة العليم.
ونعمة الله الوتسع نوعان: نعمة نفع وهى التى نراها من نعمته علينا، ونعمة دفع وهى ما دفعه الله عنا من أنواع البلاء، وهى نعمة مجهولة وهى أتم من نعمة النفع، وحظ العبد من الاسم أن يتسع خلقك ورحمتك عباد الله فى جميع الأحوال.
الحكيم الحكيم صيغة تعظيم لصاحب الحكمة، والحكيم فى حق الله تعالى بمعنى العليم بالأشياء وإيجادها على غاية الإحكام والإتقان والكمال الذى يضع الأشياء فى مواضعها، ويعلم خواصها ومنافعها، الخبير بحقائق الأمور ومعرفة أفضل المعلومات بأفضل العلوم، والحكمة فى حق العباد هى الصواب فى القول والعمل بقدر طاقة البشر.
الــــودود الود والوداد بمعنى الحب والصداقة،
تعالى ودود.. أى يحب عباده ويحبونه، والودود بثلاث معان:
الأول: أن الله مودود فى قلوب اوليائه.
الثانى: بمعنى الوادّ وبهذا يكون قريب من الرحمة، والفرق بينهما أن الرحمة تستدعى مرحوم محتاج ضعيف.
الثالث: أن يحب الله اوليائه ويرضى عنهم.
وحظ العبد من الاسم أن يحب الخير لجميع الخلق، فيحب للعاصى التوبة وللصالح الثبات، ويكون ودودا لعباد الله فيعفو عمن أساء اليه ويكون لين الجانب لجميع الناس وخاصة اهله وعشيرته وكما حدث لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كسرت رباغيته وأدمى وحهه فقال: {اللهم أهد قومى فإنهم لا يعلمون} فلم يمنعه سوء صنيعهم عن أرادته الخير لهم.
المجيد
اللغة تقول أن المجد هو الشرف والمروءة والسخاء،
المجيد يدل على كثرة إحسانه وأفضاله، الشريف ذاته، الجميل أفعاله، الجزيل عطاؤه، البالغ المنتهى فى الكرم، وقال تعالى: {ق والقرآن المجيد} أى الشريف والمجيد لكثرة فوائده لكثرة ما تضمنه من العلوم والمكارم والمقاصد العليا.
واسم المجيد واسم الماجد بمعنى واحد فهو تأكيد لمعنى الغنى، وحظ العبد من الاسم أن يكون كريما فى جميع الأحوال مع ملازمة الأدب.
الباعث الباعث فى اللغة هو أثارة أو أرسله أو الأنهاض، والباعث فى حق الله تعالى لها عدة معان:
الأول: أنه باعث الخلق يوم القيامة.
الثانى: أنه باعث الرسل الى الخلق.
الثالث: أنه يبعث عباده على الفعال المخصوصة بخلقه للأرادة والدواعى فى قلوبهم.
الرابع: أنه يبعث عباده عند العجز بالمعونة والإغاثة وحظ العبد من الاسم أن يبعث نفسه كما يريد مولاه فعلا وقولا فيحملها على ما يقربها من الله تعالى لترقى النفس وتدنو من الكمال.
يتبع