سم الله الرحمن الرحيم
كل سنه وانتم طيبين وبفرحه العيد متهنيين
موضوع النهاردا بيقول : لسه فاكر ؟؟؟ كان زمان ...؟.؟؟
أول أيام العيد/قبل صلاة العيد مباشرة
عدد كبير من المصلين يتجهون نحو المساجد والساحات وهم يرددون "الله أكبر الله أكبر الله أكبر.. لا إله إلا الله.. الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد"، تلحقون بالصلاة والإمام يدعو إليها قائلا: "الصلاة جامعة"..
يلتصق الكتف بالكتف وتنظر إلى السماء الصافية التي توحي بيوم لطيف، تكبر وتدخل في صلاتك بخشوع، وبعد الانتهاء منها، وقبل أن يبدأ الإمام في إلقاء خطبة العيد -التي قد تكون عن بهجة الأعياد أو عذاب القبر!- تسلم على من كانوا يصلون معك في نفس الصف فتفاجأ بأن "أحمد" زميل أيام الإعدادي والذي اختفى منذ سنوات بعد أن ترك المدرسة يصلي إلى جوارك.. صحيح أنه "كلبظ" حبتين.. ونما له شارب رفيع وبدا أن شعره هو الآخر يعاني من الصلع -أكيد بيستخدم نفس الجيل بتاعك!- بس هو.. هو بشقاوته!
وبعد أن ينتهي الإمام من إلقاء خطبته تأخذ "أحمد" في أحضانك وتشير لأبيك بما معناه أنك ستذهب مع "أحمد" لاستعادة ذكريات الماضي الجميل..
وأنتما تسيران معا على الكورنيش -أكيد بلدكم فيها كورنيش ولو حتى ع الترعة!- وتتابعان الأطفال الذين أخذوا يتوافدون على المراجيح والحدائق وعربات الآيس كريم وبعد أن عرفت أسباب غيابه كل هذه المدة -مش هنقول عليها لأنها سر بينك وبينه!-.. تأتي إليك الفكرة الجهنمية:
- إيه رأيك يا "أبو حميد" بمناسبة العيد إننا نمر على كل أصحابنا نزورهم؟
- أصحابنا مين يعني؟
- أصحاب الإعدادي.. "أيمن" و"سيد" و"عبد العزيز" و"نهى" و"ليلى" و"إبراهيم" و"حسن"..
- ياه.. إنت لسه فاكرهم..
- وأنساهم ازاي ده أنا قضيت معاهم أحلى سنين عمري.. فاكر لما كنا في الفسحة بننط من فوق السور عشان نلعب في الشارع اللي جنبنا كورة ونرجع قبل ما الجرس يضرب؟
"أحمد" مبتسما وقد بدأ في التذكر:
- آه فاكر.. فاكر إنت بقى لما اتلمينا كلنا على "أنور" الواد السخيف ده بتاع فصل 3-4 اللي كان بيعاكس "نهى".. ده احنا قطعناه ضرب..
- ماتقولش "احنا" بس.. ماحدش ضربه غيري ولا مؤاخذة!
- أيوه كنت عاوز تعمل فيها "روميو" و"نهى" "جوليت".. أهي "جوليت" اتجوزته في الآخر!
- مايبقاش قلبك إسود كده.. ده أنا اللي زفتهم في الفرح من كام سنة بس ماشفتهمش من بعدها.. إيه رأيك نبدأ بيهم؟
- بس أنا جعان!
- يا عم أكيد هيكونوا لسه بيفطروا.. فرصة حتى نفطر ببلاش في اليوم المفترج ده.. بينا؟
- بينا!
****
أول أيام العيد/بعد صلاة العيد مباشرة
وقد انتهيت من صلاة العيد، لا تنتظر حتى لسماع الخطبة -دي سنة يا جماعة- تتخطى المصلين في سرعة، ثم تتجه مباشرة إلى المنزل..
تفتح الباب تستقبلك والدتك بترحاب وهي تعد الإفطار تتخطاها متجها إلى السرير الذي ترتمي عليه.. وتنام، تنادي عليك والدتك:
- "مش هتفطر معانا يا ابني"؟
- خخخخخخخخ!
- ده أخوك الكبير هيفطر هو ومراته معانا!
- خخخخخخخخخ!
بعد آذان العصر بساعة تقريبا تصحو من نومك، تبحث عن أكل فلا تجد إلا نصف فرخة مشوية فقط!
تجلس أمام التليفزيون وفي يدك اليمنى نصف الفرخة وفي يدك اليسرى الريموت كنترول.. يقول لك والدك:
- مش هتيجي معانا رايحين نزور عمك وخالك
- ابقوا سلموا لي عليهم
- يا ابني ده احنا في عيد وماشفناهمش من السنة اللي فاتت
- يا حاج يبقوا سنة ويوم.. كل سنة وإنت طيب!
- هتعمل إيه طيب النهارده!
- وهو فيه متعة غير كده.. نوم وأكل وأنتخة وفرجة على التليفزيون.. ألف سلامة!
****
هاه.. إنت مين فيهم؟
يوم العيد الصبح بتعمل رحلة لزيارة أصحابك وقرايبك وناسك وأهلك اللي ماشفتهمش بقالك فترة؟
أيوه ما هي ميزة الأعياد في الحاجات دي..
في اللمة والصحبة وإن الناس تتقابل مع بعضها بعد طول بعد..
جربت كده يعني؟
رحت زرت أصحابك اللي بقالك سنين ماشتفهمش؟
كلمت في التليفون صاحبك اللي كنت متضايق منه وقلت له كل سنة وإنت طيب؟
طب ناوي تعمل ده السنة دي في العيد؟
ولاّ ليك تصور تاني خالص؟
وبتقضيها في البيت وبتعمل في أجازة العيد زي القوقعة التي تتقوقع تقوقعا على نفسها!
فلا تخرج من البيت..
ولا من شاف ولا من دري..
م الآخر يعني..
لسه فاكر ناسك وأصحابك بتوع زمان وهتعيّد عليهم السنة دي..
ولاّ ده كان زمان؟
وسلاااااااااااام
__________